يا صحو الشعب الجبار ...!!
مضي العام 2020 ونتمني أن لا يعود ...!!
فقد كان مليئا بالعثرات الكبيرة والابتلاءات الصعبة وكان عنوانة الأبرز ( كورونا ) ....!!
وفي السودان كان عام الأزمات الأزلية والإحباطات المادية والمعنوية ولكنه أيضا في المقابل كان عام الإنفراجات النوعية ...!!
فمع صفوف الخبز والبنزين والغاز وغلاء الأسعار الحارق
كان الخروج من قائمة الدول الراعية للإرهاب في اللفة الأخيرة من السنة بشارة خير وعلامة رجاء ......!!
لماذا أحبط السودانيون في ثورتهم ...!؟؟؟
الطريقة المروعة التي تم بها فض الاعتصام لفرض عنصر الصدمة تجاوزها الناس بالخروج في الثلاثين وكانوا اكثر تماسكًا ورباطة جأش ...
ولكن آثار ذلك بدأت تظهر في خيبة الأمل لدي الشباب بعدم التوصل الي الجناة وتقديمهم للمحاكمة
بجانب تلكؤ سير العدالة مع الضائقة الاقتصادية الخانقة التي انتظمت المشهد .....واستغلال كل ذلك من قوى معارضة للتذكير بالفشل والتعثر ....!!
استصحبها الاداء السيئ لبعض منسوبي الحكومة في معالجة كثير من الأزمات والتصدي لها بموضوعيه..
أضف الى ذلك تعثر الإتصال مع الشعب ووضعه في الصورة وتمليكه الحقائق ....!! عدا محاولات فردية
كل ذلك خلق حالة من الإحباط والنفور لتأتي ( كورونا ) بكل هواجسها وإغلاقاتها وتكمل اللوحة الحزينة وتغيب نفر كريم من أبناء هذا الشعب لتجعل هذا العام هو عام ( الرمادة ) بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى .....
ويبقي السؤال المهم هل ستنتقل معنا كل آلام هذا العام وأوجاعه للعام المقبل ....!؟؟؟
الاجابة الطبيعية ....نعم ...!!
لأنه لايوجد ستار ساحر بين العامين يمكن أن ( يغربل ) كل هذه الأزمات وندخل العام الجديد (بهدوم العيد ) ...!!
ولكن الإجابة التي يجب ان تكون هي أن نضع في مخيلتنا أن عامنا القادم سيكون أفضل وان نهيئ أنفسنا لعام سعيد ومختلف رغم كل الجراحات .....!!
هذا الحياة إذا سارت بمبدأ الإمتثال الي الواقع والركون اليه ...لم يكن ليتحقق فيها شيئ ....
لكن طالما نحن لانعلم مالذي من الممكن أن يحدث غداً وبأي وضع نكون ...فهذه في حد ذاتها فسحة كبيره من الأمل والضياء و أن غداً من المكمن ان يكون أكثر إشراقاً وأفضل ....وغدا نكون .....!!
أعلم حجم الإحباطات ....و أعي مقدار التعقيدات واستوعب ثقل المعاناة ... !!
أعرف كم هو ثمن علبة الصلصة ...وطلب الفول
وماهو سعر رطل اللين والسكر ....!!؟ واعرف أن الحصول على كيس عيش مكتمل الأركان يعد رفاهية..... !!
وماهو البنزين التجاري ...؟؟ وكم يبلغ سعر الكهرباء رغم البرمجة والقطع ....!!!
وثمن طبق البيض وأمه الفرخة ....!!
أعرف مستوي الدخل ...!! وحتى نسبته من الناتج القومي الإجمالي
( وهي الأدنى في كل المنطقة بالمناسبة )
أعرف سعر سرير في مستشفى خاص ( إن وجد )
وكم هي قيمة فحص ( الهيموجلبين ) وسعر الحافلة
الي الكلاكله القبة ....!!
وكم يصرف نواب الأخصائيين ..!!
اعرف سعر المنقة بالشطة من أمام سعد قشرة ...
وكباية العرديب ساكت وعرديب ملخبت مع كركدي
واعرف مليونيه البيتزا المتوسطة ....في ( ديبونيرز )
واين وصلت أسعار النبق والدوم ....!!
ورصيد زين بكلمك كم دقيقة ...وكيف بجهجهك
مع الفيديوهات ولا يفات الفيس ...
اعلم ان هناك KFC و Pizza Hut في الرياض
وان هناك ملاح بي مرقه في لفة ستة ...!!
و إيحار البيت بي كم في الصالحة ....!!
وماهي نسبة البطالة وإشكاليات سوق العمل في السودان ...!! وكم يبلغ إيحار شقة غرفتبن وصالة في جبرة
وكباية الشاي في شارع النيل اين وصلت ....!!
والحلاق بقى ياخد كم ....وترحال خيرو شنو ..؟؟
( وفي واحد جديد إسمو go ....)
وأعلم انه رغم الضائقة صاجات السمك تغلي كلها ومشغوله ....وفي ناس بتتعشى بي خمسة مليون عادي ....والبقالات السمحة مزدحمة
دا غير أسعار البهارات ...!!
والسيخ والأسمنت والحديد لأصحاب الوزن الثقيل ...!!
وعارف أسعار لبن كابو وكل اخوانه وأخوانه من فصيلة دال ...!! بعرف التوسان وصلت كم مع السمسار وبدون...!!
ووين الاقاشي الضارب ووين الأصلي والفرق كم ...!!
أعلم كل ذلك بالأرقام والتفاصيل حتى لا يخرج علي دعاة الترويج البائس
لانفصال سودانيي الخارج عن الداخل والواقع ...
واعلم كذلك نوايا جزء منهم ...ولماذا يروجون لذلك
وان كانت الغالبية منهم ( إن وجدت ) تتبني الفرضية لسوء تقدير ..!!
وعليهم قبل التبرع بهذا الافتراضات ( الفطيرة )
ان يعلموا كم هو حجم إسهام هؤلاء في الدخل القومي السوداني وان يعوا جيداً انه لولا دعم هؤلاء لكانت المعادلة اكثر تعقيدًا وبؤس ...!!
واسألوا الحكومة لانها بتعرف كوييييس ....ومعتمده شديد ...!!
وان كثيرين من هؤلاء أبعدتهم الكورونا عن سوق العمل وصارو على وجوههم هائمين ...!!
وليلتفت هؤلاء يميناً ويسارًا ليجدوا ان اغلب البيوت السودانية لديها ممثل هناك ( إقامة ) و ( سنبك ) ....!!
ومن ليس له فهي أقدار الله ....وله الامر من قبل ومن بعد ...!!
وعليهم أن يعرفوا أن هناك سوداني وصل إلى ( بروكسل ) عن طريق بحر الموت ...
ويعمل في في السوق الأسود لانه لابملك ورق...
وصاحب العمل يستغل ذلك ويمنحه ربع القيمة ...
ويرسل لاهله مائة يورو ... حتى يعيشوا ....
وناس بيتم بفرحو انو الدولار زاد عشان المية تزيد ...ولايعلموا ان السوق ينتظرهم صائحاً ...
هل من مزيد ...؟؟
ناس أفراحا زايدا وناس بتألموا
مستقطعًا إياها من روحه وصحته وأمنه أليس جديرًا بالاحترام والتكريم ...
والفرق بينه وبين مقاتل في الداخل ان هذا يناضل وسط حراية الخرطوم والآخر تحت جليد أوروبا ....وكلاهما قاس لو كنتم تعلمون ...
ومرتعها في الأسحار ونزول البرد ( الحار ) ....كما قال شيخنا البرعي رحمه الله عليه ....وبالفعل فالبرد ( حار )
لمن اكتوى بصقيعه ....!!
فالسودانيون بالخارج لديهم كثير من الهموم والمشاكل لكن شغالين هزاز ....!!
رغم كل ذلك علينا أيضًا ان ننظر الي النصف الآخر والملان من الكوب ....!!
فنحن وفي خواتيم هذا العام خرجنا من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد عقود وهي قيمة مضافة على كل المستويات تجعلنا في هذا العام قادرين على الدخول الي أي سوق في هذا العالم دون قيد او شرط
ونتفسح فيه براحتنا ....نشتري ونبيع ...
اخرجنا ترامب وخرج هو ...
ويخرج الحي من الميت ...افلا تنظرون
علينا أن نعلم علي الدوام ونذكر أنفسنا باستمرار
أننا أسياد( الرصة ) وأصحاب ( القهوة ) في هذا العالم من حيث المقدارات والإمكانات ...!!
ونحن سادة بورصة الغذاء في هذه الدنيا وإن كنا جوعى ...وتمر الفكي شايلنو ونشتهي ..!!
لكن عمره الواقع لا يمحو الحقائق ...
حالنا كحال ( يتيم ) ترك له أبوه ثروة هائله التهمها ورثة غير شرعيين ومعظمها في باطن الأرض غير ان هذا لا ينفي باي حال من الأحوال ان هذا اليتيم يملك ويمتلك ....
وأنه لابد ان تعود له ثروته ومهما طال الزمن ولن يصح الا الصحيح ....وسنستزدها بالمحكمة ( الشرعية ) والمعول والطورية ....ونظل أغنياء اخلاقاً وثروة ..
علينا أن نعلم بأن الحقيقة الكونيه تقول إن الإقتصاد هو دورات وكل دور إذا ما تم ينقلب ....
هذه الدنيا دوام الحال فيها من المحال وهي متقلبة من حال الي حال ...وبعد العجاف تأتي السمان ولو بعد حين ....!!
علينا كذلك ان نراجع أنفسنا بشكل فردي ونقف علي أوجه الضعف والقصور ونواجه بها ذواتنا حتى نستطيع ان نحدث بعض التغيير ....وان نقبل التحدي
وما قيمة الحياه دون تحدي وامل واستشراف
اذا كان هناك بعض السيئين في هذه الدنايا فهناك كثير من الأخيار ...
سيكون عاماً طيباً مباركاً نتأمل فيه الخير ونرجو فيه
الفلاح ....مهما حاول الآخرون ان يمكروا
علينا ان نتذكر ان الله خير الماكرين ...
الدنيا دي ما مطلوقة كدا ساكت ....يحكمها ملك ....!!
وقانونها الدوران ...!!
نحن نعمل العلينا كلو ...
نحتهد ونتحد
نواصل العمل والعطاء .... نتجاوز الإحباطات
ولا نستسلم للضغوط ....نترك الياس والقنوط
فشل اخرين لا يعني فشلنا ....وإحباطهم يجب ان لا يتسلل إلينا ...واخفاقهم لا يعنينا
لهم يأسهم ولنا يقين
اهم حاجه في السنه الجديدة انك تبعد من الناس
السلبيين المحبطين ديل ...( اخطر من الكورونا )
لانهم غرقانين عايزين يغرقوك معاهم ....!!
كوم تشاؤم ....ومحرقة أمل ......
والمصيبة تأتي احيانا في شكل بني آدم
هناك أشياء كثيرة نحن مسؤولون منها فلنفعلها كلها
بعزيمة وإصرار وأمل في النجاح رغم الجراح ....
وهناك أخرى ليست لنا بها علاقة ....تأتي من السماء ...فلنتركها السماء ....فهي الأحكم تقديرًا
ومصير ...!!
يقول لها كوني فتكون ....لكن لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ....!
سيكون عاما أفضل ....وستتغير كثير من المعادلات ....وسيحيق المكر السيئ بأهله....
وسنبدأ في تحقيق أحلامنا .....سينصرنا الله لانه يعلم الدواخل ومافي الصدور .....
سندخل ألفين واحد وعشرين بالرجل اليمين
سنتأمل الخير ....!!
تذكروا وقوفكم في الشوارع أمام
أكبر ترسانة مسلحة بالأعلام والرايات البيضاء ...
وكيف أوقفت الحمامات رتل الدبابات ....!!
سنذكر وقفتنا المشرفة ومطالبتنا الباهرة بحقنا في الحياة الكريمة ورفضنا للضيم والظلم ....وتوقنا للحرية والسلام ...وسنظل واقفبن
سنسترجع ارتكازنا العظيم واعتصامنا الباذخ
وروحنا الحقيقية التي ظهرت هناك في ذلك المكان
الرمز والتي أكدت بجلاء
نقاء المعدن وجمال الروح وأصالة إنسان هذا البلد
سنتوشح بنصرنا وعزتنا وآمالنا وحقنا في العيش الكريم
ليس فضلاً من احد او تفضل ...!!
سنتقدم لاننا نعلم اننا لسنا فروع ...!!
بل أشجار ضارب جذرها في عمق التاريخ تؤتي ثمارها في كل حين ....
والشجر يعيش واقفا ويموت واقف ...!!
من جعل ذلك ممكنا أليس بقادر ان يأخذنا الي مربع
الأمل والضياء .....!!
سنظل نرفع الأعلام والرايات البيضاء مصحوبه بالعمل والعطاء ...حتى نبلغ غاياتنا ....ونحقق أمانينا ...ونسترجع مجدنا .....!!
ولنا مع الرقم واحد وعشرين قصة حب وهيام فقد كانت فيه أولى ثوراتنا الحديثة نتمني ان يكون العام واحد وعشرين أيضا عام نصر وعبور
وأكتوبر واحد وعشرين
يا صحو الشعب الجبار
يا لهب الثورة العملاقة
يا ملهم غضب الثوار
سنتقدم ولن نبالي ...فقد خلقنا للمعالي ....!
العام سعيد ان شاءالله علينا وعليكم ....!!