الطيب عبدالماجد - بانوراما العام 2020

0

 بانوراما العام 2020

بدا العام ألفين وعشرين وقد استبقه السودانيون بإحياء ذكري ثورتهم الباسلة بأحد عشر كوكباً في ديسمبر الأسمر ...واستقبلو عامهم الجديد يحدوهم الأمل في نغيير منتظر ...وقادم مستحق ...!!
لكن العام ومع تميز أرقامه المتراصة بدا متثاقلاً مرتبك الإيقاع والمشية رغم أن العالم كله أحرق البخور ألعابا نارية أضاءت سماء المدن فرحة باستقباله ...
ولم يكن أحد يدري أن الجنين مصاب ....!!
واستمر العام في التقدم إلى الأمام ...والسودانيون كغيرهم من شعوب العالم يحدوهم الأمل ويمنون النفس بعام جديد ومديد وهم يطفئون الشمعة الأولى من عمر ثورتهم الملهمة وفي القلب (غصة ) على رفاق مضوا ولازالت ملفاتهم عالقة في سوح العدالة المعقدة ....!!
وفي العقل (رصة ) لترتيبات ما بعد الثورة التي لاتزال جذوتها حية متقدة
✌️
...!!
لم يكترث السودان كثيراً باديء الأمر في محاولة للإنكار والإفلات ...حال كثر من دول العالم ...
( والشينة منكورة ) ....!!!
لكن الحدث فرض نفسه ووصل الفيروس الآراضي السودانية وبدأت الإجراءات الإحترازية والإغلاقات والتدابير ....
وكان اسم وزير سموه ( أكرم ) هو الأكثر تداولاً في بورصة الحكومة ....!!
لتفاعله مع الجائحة وبشكل أكبر من الشارع والذي كان منقسما بين التشكيك والتهويل ...!!
فأغلفت الأبواب ....وفتحت ال Social media نوافذها تتابع المشهد ...و ( محبوس أون لاين ) ...!!
واستمر الحال حتي كاد أن يتوقف .....!!
وغاب ( أكرم ) عن المشهد وخففت الميديا من تناولها الخبر وتعايش الناس مع الفيروس الجديد ...!!
لكن الضغوط الاقتصادية بدأت تتفاقم ...ودوائر المعاناة بدا تتسع .... ووجد الناس أنفسهم بين صفوف الرغيف وانعدام الغاز ومعاناة البنزين وغلاء الأسعار...
رغم زيادات ( البدوي ) التي التهمها الدولار ( المولع ) بين ليلة وضحاها ...!!
( وشي لله يا بدوي ) ....!!
هذا بجانب ( الفيروس ) الذي احتل الشوارع والأزقة
ففضل الناس المواجهة بمبدأ ان ليس لديهم ما يخسرونه ومضي العام ثقيلًا ومحبطًا .........!! ...............وكاتم ....!!
وخرج الناس في الثلاثين من يونيو في ذكري
موقعة (عائدون ) تذكيرًا وبلاغ ....وإن عدتم عدنا ...!!
و أبى النيل إلا أن يتقاسم المشهد...... !!
ففاض ...!!!
وفاض معه السودانيون إرتكازاً وصمود .....!!
وكانت تلك السيدة التي شقت جدار الصمت وهي تشهد إنهيار بيتها أمام ناظريها وعلى الهواء فوقفت تردد الشهادة والحمد في جلد وسمو .....
ليتلقفها الواتس وينقلها ( مباشر ) ...فوصلت صوت وصورة الي قلوب الناس وأفئدتهم ونزلت عليهم بردًا وسكينة وسلام ....!!
واستسلم النيل ...!
ومرت الشهور رتيبة ضنكا ... وجاء أكتوبر الأخضر والذي يحمل له السودانيون في ذاكرتهم حيزًا معتبرًا ومعزة خاصة وهو إبنهم البكر في بطون الثورات والتحرر ...!!
وفي بواكيره جاءت بشريات سلام من حاضرة دولة الجنوب جوبا ننتظر مخرجاته على الأرض
فاستدعوا رمزيته وحشدوا له ليوجهوا من خلاله رسالة شديدة اللهجة للحكومة أن نحن هنا ولا زلنا نتنفس ....!! وقادرين على الحراك ....!!
لياتي الخبر اليقين من ترامب ( المترنح ) هذه المرة بنيته رفع الحظر عن السودان ولم يتردد في تحديد كلفة ذلك فكان خبرًا أشبه بالهدنة وسط نيران الحروب ...!!
ويازمن وقف شوية واهدي لي لحظات هنيه ....!!
لينشغل الناس بتداعياته وتبعاته وامتلأت الأسافير بالبحث والتنقيب والنقاش ....و ( حمدوك )
لازال يقود مركبًا تتقاذفها الأمواج ....!!
لتؤكد بعدها ( واشنطن ) الخبر وتقبل مؤخر الصداق ....وتوقع على وثيقة الطلاق من العقوبات
و ( بقشيش ) من الكونغرس بتمرير قانون الحماية السيادية ...!!
ليقطع الأمريكان الطريق من جديد أمام إحتفاء ثاني بالثورة كان سيكًون اكثر سخونة وتقلباً ...!!
خاصة وان أطراف اخري كثيره قد حشدت له وكل يغني على ليلاه ...!!
لكن ( الساوند ) تعطل رغم الاختبارات و(تست ون ) ...!!
ولم يصل صوت المغني للناس ...
بيد أن استعراضًا للقوة في شوارع الخرطوم أجراه الثوار ....تم بنجاح ...!!
وامتص القرار غضب الشارع وهدأ من روعه ....
وعاد ( حمدوك ) الي الواجهة من جديد وبحدث مستحق ....!!
ومشي امرك يا قدر ....!!
وفي خواتيم العام ودع السودان الرقم السياسي العريض وإمام الانصار ( الصادق المهدي ) لتفقد المعادلة السياسية رقما مهماً وصعباً ....!! وقد خسر معركته مع الكورونا التي عادت للمشهد من جديد
أكثر خشونة وضراوة هذا المرة ليفقد السودان نفراً عزيزاً من ابنائه هزمتهم الكورونا ...لكنها لم تهزم إرادة شعب ....!!
عليهم رحمة الله أجمعين ....
رحل فيه مزمار الترتيل الشيخ نورين وصحبه الكرام وسط حزن ووداع مهيب فللرجل موقعًا في قلوب الناس والمحبين
عام توارت فيه شموس المبدعين حيث ترجل
حمد الريح ...!! وغادر عثمان مصطفى
ورحل عبد العزيز المبارك .....!! وقالت الدنيا كلمتها ...
وحتي القمر غاب من صفاك
وا صبح يردد في الصلاه ....وبتقولي لا ...
وكان عاما قاسياً وصعباً ومؤلما ليس على السودان فحسب بل على العالم كله والذي بات يتحدث من وراء كمامة .....!!
واهتزت الأرض من وقع أقدام زائر صغير لا يكاد يرى ولو من وراء مجهر وستار .....!!!
تسلل الي قصر بكنغهام العتيق وتجاوز أسوار الآليزيه المنيعة واخترق تحصينات البيت الأبيض الأكثر تأمينًا في العالم ..!! إجتاح الصين ...وأغلق روسيا ...!!
إنهم الخمسة الكبار دائمو العضوية في مجلس الأمن
الدولي والذي فشل في تأمينهم ....!!
لمن الملك اليوم ...!! لله الواحد القهار ...
وكان لافتًا تفاعل الناس مع الأزمة عبر المبادرات
والعمل الطوعي ليتداعى أبناء هذا الوطن العزيز من كل الأصقاع في جمال وبهاء وعلو يظهر أصالة الشخصية السودانية ومعدنها الوضئ عبر الإصطفاف لمواجهة الجائحة ودعم اهلنا الطيبين من خارج وداخل السودان
فالتحية لكل المنظمات والمبادرات في الداخل والخارج فقد شرفتمونا وكنتم أقماراً وسط العتمة في مشهد ناصع أكد أننا بخير ...!!واجلي النظر يا صاح ....!!
ومنظر الإنسان الطرفو ناعس وصاحي ...!! صاحي كالنعسان ....!! وياهو دا السودان ...!!
لندخل الحادي والعشرين ويحدونا الأمل في عام جديد وسعيد تنكشف فيه هذه الغمة ....وتتوحد فيه الأمة
وتعود الألفة واللمة ....!!
نبلغ في غاياتتا ...!! ونرفع فيه راياتنا ....وتتحقق فيه أمنياتنا ....!!
يرقد فيه الشهداء هانئين في عليائهم ...وينعم فيه الثوار
وتنزاح هواجسهم وهمهماتهم ....
وشعبك أقوى و اكبر ...
عام تهدأ فيه الناس من ( شلهتة ) الشوارع
ووجع الصفوف ...وضيق ذات الحال ...!!
عام يستريح فيه الشعب من رهق السنين وعذابات الايام
عام يجد فيه السودانيون ما يستحقون من شرف الحياة
وراحة البال ونواضر الدهر ......فقد اعطوا بجزالة ومنحوا في بسالة ....خرجوا للشوارع بحثا عن الحربه والسلام والعدالة ....
ولا يزالون هناك رافعين المصاحف على أسنة الرماح .....ملوحين بأياديهم البيضاء في سلميه هزت أركان العالمين .....!!!
عانوا كثيراً ...وتعبوا كثيرا ....وهذه الأرض تغطت بالتعب ...!!
عام يعود فيه الناس لخدمة وطنهم دون ضغوط واستغلال ...!! نبني فيه وطنا يليق بنا ....!! ونسعد فيه بسودان عشقناه .....!! وتراب منحنا كل شيئ ...
✌️
عام يربط فيه الله على قلوب من فقدوا أحبائهم
ويجعلها آخر الآخزان ...!!
عام يسعد فيه الناس ويضوقو طعم الراحة والعافية ....!!
عاما يهدئ فيه الله النفوس فتنأى عن الأنا
وتصفوا للوطن ...تتصالح مع الذات ....!!ولاترى غير السودان ...
عام تملأه الصحة والسعادة ...والسرور ....!!
عشمنا في الله كبير ...ولنا في الله ظن لايخيب ....!!
وعود لينا ياليل الفرح ...
🌹

التعليقات

احصاءات المدونة