السودان ماقد كان وما سيكون ...!!
صحي السودان دا بلد ماعندو وجيع ...؟؟
طيب الناس الطلعت الشوارع بصدور عاريه وأيادي بيضاء ولم يتوقفوا يوم واحد لمده خمسة اشهر متواصلة في حرب شوارع واستنزاف خاضوها بكل ما تحمل الجسارة والسلمية من معنى ....!! ديل منو ....!!!؟؟
جروهم جر ....لاستخدام القوه ووصلت بهم الحالة أن رموا لهم بالسلاح في الشارع يوم ان صدحت المنابر بأن الوضع حرج وعلى الناس الدفاع عن بيوتها والعروض ...!!
فتجاوز السودانيون كل هذه الترهات بحس أمني رفيع ووعي شعبي بديع ...ولم ينزلقوا لأتون الفوضى
ونزال الأزقة والحواري والبيوت ...!!
وإلا كنا إلى يومنا هذا نتقاتل في الشوارع والطرقات ...!!
وكانت هناك مناطق سودانية ستجد طريقها لنشرات الأخبار والمتلقي مثل ما وصلتنا (مصراتة ) الليبية و ( إدلب ) السورية وفلوجة العراق ...
ولبئس الوصول ....!!
ولكن لأن الوعي التراكمي لدي الشعب السوداني كبير
والإرث الثوري لديه ليس وليد ديسمبر الأسمر
كان التماهي مع الثورة بحجم هذا الشعب العريض .....!!
ولكن مالذي حدث ...!!
الذي حدث هو أن هذه الثوابت لاتتغير ....ولكن حدثت متغيرات في الثلاثين عاما الماضية احدثت بعض الشروخ المجتمعيه والهزات ...!!
من الذي كان يحكم السودان ....!!!؟
إنه الاتجاه الإسلامي ....
بغض النظر عن توجههم ( وهو يقدر في النهايه )
في إطار الخيارات الإنسانية ....!!
مثلهم مثل الاحزاب والكيانات الأخرى ....!!
ما أي زول في الدنيا دي عندو حرية الإختيار والتوجه ...!!
لكن ليس له حرية فرض الأمر بالقوة والجبروت
ولكن تبقي حقائق مهمه وهي أن مثل هذه الأحزاب هي أحزاب ( أيدولوجية ) في المقام الاول بمعني أن الإنتماء لها يكون مبني على الفكرة في الأساس والتي يتمخض عنها بعد ذلك البرنامج .....!!
لذلك الإيمان بها يخلق في البعض منها حالة من التمترس خلف الفكرة بشكل أكثر تشددًا وغلظة في كثير من الأحيان ...!!
لان هذه القناعات تجعل من يتبنوها على يقين بانهم الأفضل والأقدر و الأبقى وفوق كل ذلك انهم ( الصاح ) المطلق ....بغض النظر عن رأي الآخرين ...!!
بهذا الفهم حكم الإسلاميون السودان ....!!
لذلك كانت ثقتهم ضعيفة فيمن سواهم ولذلك مارسوا التمكين وكانوا غلاظ في التعامل مع بعض المراحل ولذلك أدخلو شيئ من الجفوة السياسية في نفوس الناس ...وتركوا تأثيرًا على مبدأ السماحة الذي اعتاده السودانيون وأنا اعلم أن لهم مبرراتهم في ذلك وحتى الدينية منها دعك من الدنيوية .....!!
( بالمناسبة الإسلاميين علاقتهم مع بعضهم البعض مختلفة وفيها كثير من الود والتواصل لو نقلوه للناس
لكفاهم شر القتال لو كانو يعلمون ...!!لكنه مشفر احياناً
مرات في واحدين منهم بحبو ( محمد مرسي) مثلاً أكتر من اهلهم واخوانهم في السودان ماعرفتو دا حب ولا انتماء
ولا الطاعة العمياء ...!! ما عرفتا ...
هم نفسهم لاينكروا أن من بينهم فاسدين استغلوا الوضع ومارسوا ممارسات دنيئة اضرت بالاقتصاد والمشهد العام ....!!
ولكن في المقابل إذا كنت تتبنى مشروع اسلامي فمن السهولة إيحاد مبرر لكل شيئ وباسم الإسلام ..
يعني إذا قيل ليك لماذا تجير كل اقتصاد البلد لمصلحة التنظيم ....!!
ستكون الاجابة حاضره ...!!
لان التنظيم هو تنظيم إسلامي من أجل نصره الإسلام والمسلمين وهذا يعلو على كل شيئ ونحن في حرب مع الأنظمة الإمبريالية والنصرانية والحرب خدعة واعدو لهم ما استطعتم ...!!
هذا خطاب كفيل بسد حنك كل من يتسائل منهم عن
ذلك حتى لو كان من سكان الداخل لأن فيه فكرة
لذلك ورغم كل ما حدث لم نشاهد اعترافات صريحة باي نوع من التقصير وتحمل المسؤولية ...ولم نشهد إنتقاد علني للتجربة نفسها وقد اعتادوا الملامة داخل الصندوق فقط ...!!
لا أدري هل هو خوف الشماتة أم مراعاة
لأشياء أخرى منها حتى الصورة العامة للحركة بشقها الإقليمي والدولي ....!!
ليس هذا فحسب بل بدأت تظهر في هذه الأيام حتى اسماء وأرقام إنجازات من جامعات وطرق وسدود في النظام السابق ومقاربات عيش ودولار لتؤكد أن النظام السابق مش كان مقصر بس ....لا بل كان الأفضل كمان ..!!! 
وكأنها مباراة في كرة القدم وليست دولة وشعب وبينهما عوالم من الحرية والكرامة والخبز والتقدم والرفاه والإنسانية والعلم والنور
ليقطع ذلك بصيص أي أمل في حدوث مراجعة وتشريح للتجربة السابقة من قبلهم ....!!
( نحن في السودان دا لو خلينا العناد والمكابرة بنمشي لي قدام )
وهذه المسالة في تقديري شبه مستحيله إلا من رحم ربي لانها كما ذكرت مسأله قناعات راسخة ومن الصعوبة حتى مجرد القدح والإنتقاد وهو من الكبائر في الحركات الإسلامية .....!! خاصة قدام الناس....!!!
وأخشى ما أخشى أن تمارس بعض التيارات الأخرى خاصة ذات الصبغة الايدولوجية ذات المنحى والتمترس في خنادقها بهذا الإصرار المخل .....!!
وفي المقابل فالشعب بتياره العريض بعيد كل البعد
عن كل هذه التنظيمات والأحزاب ...
يهمه توفير حياة كريمة بعزة وحريه وكرامة ....!!'لذلك خرج ...!!
وهذه التنظيمات والأحزاب تظن أن هذه المطالب لم تكن لتتحقق إلا بالمرور عبر شوارعها ....!! ويستغرقها هذا التصور حد النشوة ...!
هذه هي المعضلة السودانية بدون مكياج ....!!
هذا الشعب خرج وقال كلمته وقدم شهادته في الشارع
وللتاريخ لتأتي هذه الاحزاب والتنظيمات متحدثة باسمه
ولم تكتف بذلك .....!! بل ووصية عليه ....!!!
وبالتالي مالم ينصلح حالها هي نفسها لن ينصلح حال هذا البلد حتى لو قمنا بهبة ثانيه واقتلعنا كل ذلك .....!!
فالثورات لاتصل الي مبتغاها دون وجود حواضن
سياسية .....هذه هي الحقائق التي لا يمكن ان نتجاوزها
لذلك عندما تحدث الانقلابات العسكرية ...
الجيش ماعندو مرجعيه للتشاور ( هو بمسك )
وخلاص شاء من شاء و أبى من ابي وقد ذهبت ولن تعود ...!!
وإذا لم تكن هذه الحواضن في مستوى المرحلة لن تنجح في العبور بالناس ....
الثورة تخلق تغيير لكنها لاتخلق بالضرورة كيانات
تعبر عنها بشكل دقيق ....!!
رغم كل ذلك وليس من باب الأمل والتفاؤل المبني على افتراضات وهميه أنا اعتقد ان كل يوم يمر يكتشف فيه السودانيون معلومات جديدة ويرصدوا فيه تجاوزات مخلة ويصلوا فيه لقناعات أكيدة تعينهم في مستقبل الأيام النواضر ......!! أصلا في نهاية الأمر
يذهب الزبد جفاء ...!!
جاهل من يظن أن هذا الشعب مسكين وطيب لدرجة عدم معرفة حقوقه ....!!!
وموهوم من ظن انه وحده قادر على قيادة هذه الأمة ...!!
وأرعن من أراد فرض الأمر الواقع على هذا البلد .....!!
السودانيين ديل أصلو ماصعبين بس ما تستفزهم
وما تستهبل عليهم ....وما تديهم إحساس إنك بتعرف أكتر منهم ...!!
( تحترمم ) يشيلوك في راسم دا ...الكلمة الطيبة هي جواز مرورك ....تقل أدبك.. بأدبوك .....وبي أدب
الصراحة والمواجهة بتحلحل ( أمورم )
فما تدسدس
ماتعمل حريف ...!!هم إحرف منك ....
وما ( تتجاوزم ) .....!! بجي اليوم البتجاوزوك ....!!!
بالم طوييييل بس لو قامو .....!! خلاص لا بسمعوا لا بشوفو ...!!
عارفين أي حاجه ....بس مرات بعملو رايحين عشان الأمور تمشي ...!!
ليه مصرين توصلوهم المرحلة دي ....!!
ما سألتو نفسكم ليه الثورة دي كانت سلمية ....!!!
القصة مش قصة وعي بس ...الوعي دا بتفاوت ما بكون فيه إجماع ...!!
الحقيقة لأنو أصلا جينات السلام موجوده فينا
نحن شعب مسالم بالطبيعة والقصة دي ما عندها علاقة باي حاجة ...دي مسائل جينية ....!!
الله خلقنا كدا ....!!
لذلك هناك من يلعب في الجينات ....ولكن هيهات
( نحن بنسالم بس بتعرف نقاوم )
نعول على الأحرار في هذه التنظيمات والكيانات أن
لا تعطوا فرصة لكل متشدد ومتطرف .....
مارسوا الديمقراطية الحقيقية داخل أحزابكم وكياناتكم ...
قودوها الي النور لتكونوا مؤهلين لقيادة شعبكم الى الضياء ...!
إحدثوا فيها ثورة من الداخل ....بدلًا من تبني الثورة الأم
واعلموا ان هذا الشعب أكبر من أن يضام وينهزم
وأوعى من أن يذل وينكسر ....!!
وكل الوفاء لمن يحترمه ويقدر ....!!
وبيننا الشوارع والساحات .....والوطن ....!!
إن عدتم ...عدنا .....!! ...!!