أعطني الناي وغني ....!!
الأستاذ الموسيقار ( موسى محمد إبراهيم ) يعرفه أهل الغناء والموسيقى عن ظهر قلب ولكن الكثيرين قد لايعرفونه عن قرب ...!!
ولد بالديوم ( الحنينة ) حيث كل الناس هناك نجوم بتواددهم ولطفهم والجمال ... أحب الموسيقي منذ صغره حيث كان يهرب من المدرسة في ( فسحة الفطور ) ليتابع المارشات العسكرية القريبة من مدرسته في ميدان ( جاكسون ) الحالي على وقع موسيقى الجيش ...فدوزنت إيقاعه ...وجعلته على موعد مع النبوغ ...!!
هذا الرجل أحدث ثورة في التوزيع الموسيقي والألحان ....وكان مدرساً للقواعد و ( الصولفيج ) بمعهد الموسيقى والمسرح وقتها وتتلمذ على يدية كثير من الموسيقيين الكبار ...!!
ويكفي أنه قام بتلحين ( ماضي الذكريات ) للعميق عثمان مصطفى ....وألبس البلابل ( خاتم المنى ) ....فتسلطن كل السودان ... !!
واستلفها( الحوت ) اللعاب ( باص وخانة ) فأربك دفاعاتها ودفاعاتنا
ولو شفتوا الحلا حتقولو الصلاة
ماتغيب مننا ياخاتم المنى ..
وقدم اعتذارًا لحنياً للكبير ( أبو داوود ) بتلحينه أغنية ( وتعتذر بعد أيه ) ....!! فغناها ( الهرم ) وقبل الذواقة الإعتذار ....!!
وكم كان وسيمًا وهو يقدم ( الوسيم القلبي رادو ) ....!!
إحدى نجمات العميد ....!!
ولما يعزف على آلة ( البيكلو ) وهو أحد عرابيها في السودان إلا تقوم جاري
الموسيقار ( موسي محمد إبراهيم ) كان مارشالاً في الموسيقى العسكرية ...!! وكان سلطانًا في اللحن والتوزيع
ليتفوق على نفسه وعلينا بتوزيعه لأيقونة الموسيقى السودانية ( الملحمة ) والتي تعتبر واحدة من العلامات الكبيرة والمضيئة في تاريخ الغناء والكورال ...وكثيرون قد لايعرفون ذلك ...!!
وكنا بنقسم بالأوطان نَسَطّر إسمك يا سودان
شكى ( إبراهيم ) من عدم تقديره وهضم حقوقه والظلم ..وغادر الي الإمارات واستقر به المقام في الولايات المتحدة ورحل هناك في بلاد العم سام حيث أسلم الروح في هدوء بعيدًا عن البلد ...وقريباً من الناس ...!!!
أحاول أن أعطيك بعض حق ....وأنت تستحق ..!!
أطلقوا إسمه على إحدى واجهاتنا الفنية ...!! فقد أوفى الرجل ..
فهل لنا بوفاء ....!!
وأمسح دمعتين لو جانا الحبيب
نفرح مرتين ....!!
ياخاتم المنى ....!!
وداعًا موسى ...!!