الطيب عبدالماجد - يحدث في الخرطوم

0

 يحدث في الخرطوم

كان من الطبيعي ان يحتفي الناس بذكرى ثورة ديسمبر ( الفلتة ) والتي احرزت أهدافها في التغيير بنزال ابيض لكنها نزفت كثير من الدماء حيث لم تقابل من طرف النظام السابق بالورود .....!! وفشلت الكورونا في قطع الطريق ...!! وندعو الله الحفظ للجميع
من هم أطراف المعادلة في الشارع اليوم ....!!
الثوار ......!!
وهم القطاع الأكبر وقد خبروا الشوارع والطرقات لكن مطالبهم لازالت تتعثر في أزقة الحكومة الضيقة ودروبها الوعرة وهم مدفعون بأخوة لهم سقطوا شهداء في هذه السوح لذلك فهم يدفعون بهم دوماً للمقدمة وينتابهم الشعور على الدوام بأن فرحتهم مؤجلة ولو إلى حين مالم ياخذوا بحق رفاقهم والزهور ...!!
هناك أيضا اليوم المحسوبون على النظام السابق ( حركة وتنظيم ) وهؤلاء من الطبيعي ان يتبنوا كل ما من شأنه إسقاط الحكومة وزوال قحت ...وهي أهداف مشروعة بالنسبة لهم ( ايدولوجياً وسياسيًا ) بغض النظر عن أي تطور تحققه الحكومة من عدمة على الأرض .....!!
وفي الشارع أيضاً نزل حلفاء الأمس والذين جاهروا بالردة على التوافق مع الحكومة وهبت رياحهم شمالية صريحة هذه المرة وعلا سقفهم لفك الاشتباك وإسقاط الحكومة ...!! حيث إلتقى اليسار واليمين بشارع ( الجمهورية ) لأول مره وفي لقاء نادر يجمعهما سوياً ...وبينهما ( عوالم ) ...وكل يغني على ليلاه
هذه هي الأجنحة الرئيسية في شارع 19 ديسمبر اليوم ..وكل يريد إسقاط ما يريد ....!!
وعندما ينتج سؤال كبير مثل ...!!
من يريد ..إسقاط من ...!؟؟؟؟؟
فإن مثل هذه الأسئلة الدائرية إجابتها قطعًا لن تكون خطاً مستقيم ...حيث لاتفضي لنتيجة ...ولا تصل لغاية
واسألوا أهل الهندسة إن كنتم لاتعملون...!! ليخبروكم عن الدائرة ومآلاتها الرياضية ...
فهم يسمونها بالشكل الهندسي غير المنتهي ...ويصفونها بالمضلع المنتظم لانهائي الأضلاع ... !!
يعني من الآخر كدا لا نهاية لها ....!!
لذلك فهذا السؤال بهذا التوصيف قطعًا بودينا ( الخور ) ....!!
ويبقى السؤال الأهم ....وهو كيفية الخروج من هذه الدائرة الشريرة ...!!!!
وهذا لا يتأتى إلا بالإجابة على تساؤلات الشارع وطلباته ........!!
الديمقراطية هي لعبة الأغلبية لذلك ينبغي النظر أولا إلى هذا الشارع غير المنتمي والمحزب وهو القطاع الأكبر من الناس الذين يرغبون في حياة كريمة ومتيسرة ..وتوفير ولو الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأساسية بما يتوافق وإمكاناتهم ....دون عنت ومشقة وندرة ....!!
وهذه تحتاج إلى أن الحكومة الحالية وبغض النظر عن إخفاقاتها فهي صاحبة إنجاز يحسب لها ..ممثلاً في هذا ( القون ) الأخير بالخروج من قائمة الإرهاب وهو (هدف ) ذهبي غير كثيراً في المشهد والمعادلة ...
لكنه لايعفيها من القصور في التعاطي مع معظم المشكلات ورفع الضغط عن الناس
( قولًا واحدًا )
هذا بجانب إخفاقها في التواصل مع الناس بشكل مباشر وشفاف وإشراكهم في الرؤية والقرار ...وغيابها خلق فراغاً حاول الآخرون سده ....ولا يزالون
والفراغات دائماً تخلق منخفضات جوية تملأها الرياح وبتجيب ( الهوا ) ......!!
الأهم من ذلك فهي مطالبة بوضع تصور كامل وعاجل وسريع للخروج من هذه الأزمات الخانقة التي تعصف بالناس ...وتجعلهم أكثر تعرضًا لأي إشعاع من أي جهة
خاصة وان شماعة القيود والعقوبات قد زالت ...!!
الشق الآخر وهو مطالب الثوار الصريحة في عدالة ناجزة ومجزية تأخذ بحق أقرانهم وتؤسس لمبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب ...!! بجانب احساسهم النسبي بالإقصاء من المشهد والتحدث باسمهم من قبل الجميع ...!!
لذلك على الحكومة ان تتجرد من كل انتماءاتها
والتحدث مباشرة لهؤلاء الشباب والاصغاء الكامل لمطالبهم .....!!
يعني تسألوهم إنتو عايزين شنو ...!؟؟؟
يقولو ليكم ....واحد اتنين تلاته ....!!
تقولو ليهم
والله نحن بنقدر نعمل نمرة اتنين ...!!
واحد صعبة في هذه الظروف ....!!
ونمرة تلاته شغالين عليها...!!
وتدوهم تصور زمني
المهم نقاش جدي وأخذ وعطاء ...بدا حوار الطرشان دا
وهؤلاء الشباب أنفسهم مطالبين بتنظيم صفوفهم اكثر
وإيجاد جسم موحد ووعاء جامع بدلًا من ان يكونو حصاناً رابحًا يريد الكل أن يمتطيه ليصل الى وجهته ..!!
( حمدوك ) لديه إجماع شخصي يؤهله أن يلعب هذا الدور فالرجل وبحكم عمله في المنظمات الدولية استطاع ان يستشف كيف يفكر الغرب ....!! ليس التفكير العام الذي يطلع عليه الجميع ولكن هناك دروب وتقاطعات دوليه في شوارع خلفية فيها مزيج من السياسة والمصالح ...واللعب الخشن أحياناً ....!!
والذي قد يتنافي مع توجهات هذه الدول الديمقراطية فهي تلعب مبارياتها الخارجية ...بمعزل عن هذه المبادئ ....!!ولا تستطيع ذلك في الداخل حيث يصعب اختراق القانون ....!!
وهذا قدرنا في الصف الثالث ...!!
لذلك فحمدوك يمتلك هذه الخاصية ومفاتيح اللعب ويلعب فيها بارتياح ....ونحن نحتاج للتواصل مع العالم بلغة يفهمها بجانب القبول الذي يحظى به الرجل ...!!
فعليه أن يطبق ذات الخط في التعامل مع الداخل بتواصل مباشر لما يريده الشارع ....ودون وسيط ...وكاريزمته العالية تسمح بذلك
الحالة صعبة والمواطن يعاني ونحن نتذيل القائمة حالياً في مستوى دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في كل المنطقة وبرمتها
بالله ( الفرد ) العمل كل هذه الثورات دي ....يستاهل يكون دا حالو ......!!؟
أخرجونا من هذه الدائرة الخبيثة الي الخط المستقيم
يا رعاكم الله .....!!
السودان دا بشيلنا كلنا .......!! الضيق في شنو
الله ( يوسعا ) علينا وعليكم .....!
لكن ماهو ساطع وجلي وصريح هو أن خروج اليوم بكل تقاطعاته يحمل عنواناً واحدًا ..وهو ان هذه الثورة محمية ومحروسة وقادرة تحت أي لحظة على الحشد والاستدعاء ويبقي التحدي في كيفية التعايش معها والعمل الجمعي في تحقيق أهدافها وبلوغ مراميها ...حرية وعدلًا وسلام ...!!
أوا هناك أنبل ...!!
ويجب أن يصل هذه المفهوم للجميع صانعي الحدث أو المتفرجين ومن هم على خشبة المسرح .... بأن هذا العرض حقيقي وخاص ....ومستمر ....!! سنظل ندعمه ونراقبه عن كثب وبإذنه سنصل ولو طال الخريف ....!!
وياوطني يابلد أحبابي
🌹✌️
صحي يابلد ..!!

التعليقات

احصاءات المدونة