يوميات علوب - السودان كما نريد

0

 السودان كما نريد ..!!

ترددت كثيرًا عبارة ( ثورة وعي ) في خضم الأدبيات التي استصحبتها وبشرت بها ثورة ديسمبر المجيدة ....!!
وبالتالي إذا أردنا لهذه الثورة الاستمرارية والبزوغ فلابد من ترسيخ هذه المعاني وتحويلها الى أرض الواقع فالوعي وحده هو القادر على قيادتنا نحو مسارب النور والضياء
ومخطئ من يظن أن السودان من الممكن أن يتغير سياسياً ...!! إذا لم يتغير إجتماعياً ...!!
ومجاف للحقيقة من يدعي أنه من الممكن أن نحقق قفزات نوعية دون الإرتقاء ثقافياً ومجتمعياً .....!! فالمسائل لا تنفصل عن بعضها البعض هذه حقائق مثبتة ....!!
فنحن على المستوى الإجتماعي نعتبر من الأمم المحظوظة التي لازالت تتمسك بكثير من العادات والتقاليد والأعراف التي تحض على التكاتف والتآزر والتواصل وحتى إذا حدثت فيها كثير من المتغيرات
لكن لا أحد ينكر أننا لازلنا نتواصل أفراحاً وأتراح زيارات وواجب ،...!!!
واعرف جيداً ضغوط الحياة التي( خنقت) ذلك الوصل الجميل بشكله الباهي وجعلته في حدوده الدنيا ....!!!
لكنه موجود ...!!
ولكن في المقابل لابد من التوقف عند كثير من الظواهر
السالبة التي وجدت خطوط عبور لمجتمعاتنا وقد لعبت الفضاءات الإسفيرية دورًا كبيرًا في تمريرها ....!!
والمشكل هنا ليس سودانياً صرفاً ولكن تتشاركنا فيه كثير من الدول والمجتمعات وهو ما يعرف بالإختراق الإسفيري وتأثيرات العولمة والتداخل الثقافي وإنهيار الحدود الإفتراضية ....!! وهو موضوع كبير وشائك ومعقد ....!!!
لكن دعونا نتحدث عن بعض الأشياء السودانية الخالصة التي حدثت بحسن نية أحياناً وبسوء تقدير من بعض من أتاحوا لها حرية التمدد والوصول ...!! وكلكم تعلمون مثلاً ظهور كم هائل من الفرق والجماعات الكوميدية والتي كانت تحاول أن تجمل أمسياتنا بالأنس اللطيف والنكات والمواقف ...!! في محاولة للخروج من النص والتنفيس من الضغوط التي تحيط بالناس ...!!
ولكن ولعدم وجود ضابط ينظم حركة السير تدفقت كميات هائلة من هذه النكات التي استهدفت القبائل
والجهات والمناطق و إن كان ظاهرها الطرفة ولكن في باطنها العذاب حيث أسهمت ودون قصد موزعيها
( و أنا أعرف الكثيرين منهم ) في توسيع دائرة الجهوية والقبلية والمناطقية احيانا والتي لم تكن في أفضل حالاتها فأضاف هذا المزيج مزيداً من النار على الزيت وخلقت شيئ من الغصة في نفوس الكثيرين ...!!
واتجهت بعد ذلك بعض الأعمال الدرامية وحتى بعض الكتابات ونكات ( الواتس ) لتنميط الشخصية السودانية في قوالب لاتخلو من السذاجه والتخلف حتى لو كان الأمر بحجة الإضحاك ولكن هذه الوسائط المستخدمة من مسرح وميديا بكل مسمياتها هي وسائل خطيرة وقادرة على نقل ( الفيروسات ) ....والتأثير في الناس ....!!
لذلك هي ترسخ بشكل أو آخر هذه المفاهيم
فأي حديث وموقف فيه مبالغة عن شخصية الرجل السوداني مثلاً وأنه غير رومانسي وحاد أحياناً وبسيط في أحايين أخرى هو تعدي سافر وغير مقبول على الشخصية السودانية التي يحب ان نعمل علي الارتكاز على نقاط قوتها ومن ثم الإنطلاق بها نحو إصلاح النواقص ...!!
ولم أقل إنها فوق النقد والتشريح بل نحتاج لذلك وبشدة ولكن وفق الأصول والإبداع والتناول العميق المؤثر ...!!
وذات الأمر بالنسبة للمرأة السودانية التي يحاول البعض وإن إفترض حسن النية أن يظهرها بمظهر غير لطيف
شكلًا او موضوعًا وهذا يكرس لنمط محدد
فهذه المرأة هي الزوجة والأم والأخت والزميلة
أي خدش او إستهداف بمعدلات عالية خارجه عن الذوق العام سينعكس على كل المجتمع دون استثناء لذلك قال الرسول عليه الصلام والسلام
( إستوصوا بالنساء خيراً ) ...!!
لانه يعلم كل تبعات ذلك وعلى كل المستويات.....!!! وما ينطق عن الهوى ....!!
وحتى من باب الأخلاق العامة هناك مسائل يجب الإبتعاد عنها...!!
واقتران الكوميديا بالاستهداف والتقليل من القدر ....تقدير سيئ ومخل لهذه الفنون ...
أعلم وأعي أن حالة الفراغ الفني والثقافي ....تخلق مثل هذه الفجوات ....!!
هذا لا ينتقص بالمطلق من هذه المحاولات الفنية الطموحة لبعض هذه الفرق والجماعات والتي أسهمت أيضا في تقديم محتوى اخر هادف ولطيف ....و أرادت ان تقدم شيئ من لا شيئ في ظل إنعدام أي دعم من قبل الدولة لحركة الثقافة والفنون ....!!! ولكننا نحلل في الحلقة الأضعف من الموضوع .....!!!
لابد من أن نحرك الواقع الفني والثقافي والاجتماعي بادوات إعلامية فاعلة ومؤثرة وجاذبة .....هذه هي المعادلة ...حتى لا نضرب النسيج الاجتماعي
وحتى تكون بالفعل ثورة وعي .....!!!
المسائل لاتنفصل عن بعضها البعض ...!!
لا تخبرني عن تطور سياسي دون تقدم مجتمعي وثقافي ....!! مثل هذا الحديث لايستقيم ...!! ولن يحدث ...!!
ولا تبشرني بفعل جماعي في ظل أي تباعد ثقافي ووجداني ....!!!
نتحدث دوماً أن الله حبانا بنعمة التنوع ..!! لكننا حتى هذا اللحظة لم نوجه هذه الظاهرة الفريدة وجهتها الصحيحة في الإنصهار وان نحدث من هذا التنوع قيمة مضافة حقيقية ..!! الإعلام هو من يقود السودان في هذه المرحلة ...!!
يقول قائل كدا هسا حلو لينا قصة المعيشة والرغيفة والبنزين الباقي هين ...!!! والله أبداً ما هين
في النهايةً دي مسائل لها حلول إن شاءالله ...!!
لكن أي ندرة وانعدام للعلاقات المجتمعية ووجود جفوة وتباعد بين الناس وتمترس كل كيان وقبيلة في حدودها الجغرافية والسكانية ...فعلى السودان السلام ...!!
التحية لإنسان بلادي النبيل .....!! والسلام على هذا الوطن الجميل متعدد الأعراق والأطياف والقبائل
متحد السحنة والأصالة والمعدن ....!!!!
فقط ننبه ونقدم وجهة نظرنا قد نصيب وقد يجانبنا الصواب ...!
وإنتي جمالك ياهو جمالي
وانتي زهورك من ريحاني
ياراجياني
🌹

التعليقات

احصاءات المدونة