الطيب عبدالماجد - الشرف الباذخ

0

 عثمان مصطفي ...!!

( الشرف الباذخ )
بين أحداث تداعت وشغلت الفضاء وتقاطعات حجبت الرؤية .....!!
ترجل ( عثمان مصطفي ) في هدوء فمضى مسرعاً ...ولم يودعه الرفاق ...!!
وعثمان مصطفى من طينة الكبار و ( ربحة ) المبدعين
ولما تحكى ذكرياتنا
كنت تحكيها بأمانة
وكيف أمانينا الجميلة
حلت الآهات مكانا
انه عثمان صاحب الصوت ( المثقف )
وهو مزيج بين موهبة خاصة لا تخطئها عين
وعلم أضاف لها الكثير ....!!
( وأهل ( الصولفيج ) أدرى بشعابه )
تغنى عثمان بأغنيات تفيض عذوبة وجمال له ولغيره أينما كان الجمال وبصوته الآسر ...!!
وآسرني يا مياس
إحساس جميل زيك
مالقيت في دنيا الناس
ساكت شبه زيك
في بداياته وتقديراً لموهبته الصارخة توسط ( الساحر ) إسماعيل حسن رحمه الله و ( ملاك ) الكمان عبد الله عربي أمد الله في أيامه عند ( الهرم ) وردي ...لمنح ( عثمان مصطفي ) غير المعروف وقتها أغنية ( والله مشتاقين ) ليقفز بها حاجز الزمان ويعبر بها حائط البدايات ....!!
ولأنه زمن الكبار ....لم يتردد ( الفرعون ) في إهدائه إياها ...!!
واستلم عثمان الباص ( المقشر ) ليحرز أول أهدافه الذهبية في مرمى الحب ...🌹
فعرفه الناس والجمهور ...وقدم نفسه من بوابة الأستاذ ....!!
والقصة أعمق من ذلك ودلالاتها ساحرة ...!!
فوصلت أشواق الفتي طازجة بِكر الي الذواقة
الذين لم يترددوا في منحه بطاقة الدخول ....!!
والغروب يسألني منك
أمسياتنا في شوق اليك
الرمال الناعمه مشتاقه لمشيك
الطيور الراحله في ضل المسا
تسأل عليك ....
كيف تفارق الضفة ....
والنيل هان عليك ....!!
والله مشتاقين ...!! 🎼
💕💕
( دا شنو دا ياخ دا ...) ..
( وردي وإسماعيل حسن وعثمان مصطفي )
( مثلث برمودا ) بس ....
لو دخلت هنا البمرقك شنو ...!!
واستمرت الأشواق تترى بينه ومحبيه ...وتواصل مشوار الإبداع الطويل ..ليسكب مصطفى من روحه في أغنياته وفنه
تعال ياقلبي سيبو
كتير الساب حبيبو
لاحزنك بينفع
ولا دمعك بجيبو
....
( غايتو جنس شجن ) ...!!! 💕💕
والتقى العثمان في بواكيره مع ( فيثاغورث ) القصيدة
عصفور الشرق ( أبو آمنه حامد ) والذي لو سكب من حروفه على جبال التاكا لسالت بين الناس جداول
حيث غني له تحت عنوان ( كبرياء )
ما بتنشتل الزهرة في الأرض اليباب
وما كل نجمة تضوي ليل
ولا كل سحابه بتنهمر ....!!
( هو تنهمر أكتر من كدا تمشي وين ....!!؟ )
ولأن ( عثمان مصطفي ) كان متفردًا وساحراً لم يجد حرجاً في التغني لأي فنان آخر...!! وهذه من شيم الكبار ...!!
فتشارك مع العملاق ( عثمان الشفيع ) رائعة
ود القرشي ( وطن الجدود ) فأضفى عليها من
( عثمانيته ) ولعبها باص وخانة مع ( كروان ) شندي
وهيا يا شباب هيا ياجنـود
هيا حطمــوا هذي القيود
وطني ....
فكان لقاء ( النوارس ) ....!! 💫
تجول ( مصطفى ) في واحات الفنون غناءاً ولحناً
ومشاركة وتدريس وكان كبيراً فيها كلها ....!!
فالموهبة تجري فيه مسار الدم ...!!
مصحوبة بأدب جم ....!! ودراية وعلم ...!!
فكانت ( عزة الفرح ) للخليل والتي يعتبرها السودانيون أيقونة من أيقوناتهم وسلامهم الوطني الثاني ....لتعلقها في وجدانهم وسحرها الذي لايخبو وذياك البريق ...!!
فالتقطها ( الموهوب ) بصوته الهادر ...ومنحها من روحه المتوثبة ....فتفوق فيها علينا وعلى نفسه ....!!فتهادت عازه وسط أداءه سحراً ...!!
ورقصت ...🌿👏
وعزة ما سليت وطن الجمال
ولا ابتغيت بديل غير الكمال
وقلبي لي سواك ما شفتو مال
خذيني باليمين وأنا راقد شمال
وكلنا في حب ( عازه ) راقدين ( رز ) ....!!😍😍
ولأن ( وردي ) ظل في مخيلته بهدية البدايات الغالية
أراد الواصل لخطوط تماس الوجدان السودانى أن يعبر لأستاذه عن حبه والتقدير ... فعاد مردداً ساحرته
( أمير الحسن ) للشاعر صاوي عبد الكافي ...
والذي إن لم يكتب غيرها لكفته ....!!
فكان تبادل الأحضان والسلام بين الكبار
كل ساعة
وكل لحظة
وكل يوم مشتاق أشوفك
وين ووين ..يا أمير
إنت يا رب المحاسن
والبراءة والوداعة
بإشارة من جفونك
قلبي قال سمعاً وطاعة
يا أمير الحسن لو تسمح ظروفك ....!
يا أمير ...🎼
( نسكت بس ) 😷
( أها دا بسمو التحليق )
عندما تدخل واثقًا لوردي في عرينه ....!!
ولكن يبدو أن ظروف ( ود مصطفي ) هي التي لم تكن لتسمح ....وقد تواصلت إبداعاته وإثرائه للوجدان السوداني دون توقف حتى داهمه المرض فلزم السرير الأبيض دون ضوضاء ...!!
وكان قدر الرجل أيضاً أن لايجد كثير اهتمام ....
لكنه استلقى في جلد وصبر وبهاء ....
لم يحمل ضغينة لأحد ..حيث لا عتب ولا سؤال ....!!!
ومافي لوم ...!!
( وعدم الملام هو كمان ملام ) 💔
ولأنه عثمان الفنان وصاحب القلب الكبير
وقلب الفنان ناصع لا مكان فيه لسواد ..!!
فكان عفيفاً تواق ...وشهق زفرات تحاكي إحدى روائعه ....
ما بعاتبك مابلومك
لو تخاصم بالسنين
أنا عارف قلبك أبيض
وإنت أكتر من حنين
مابعاتبك لو تجافي
أو تقول الحب دا مافي
من زمان عارفك حبيبي
مهما تهجر برضو وافي
( يا إلطاف الله ) .....💕💕
واشتد عليه المرض وضنت شرايينه بالدماء ...
لكن وجدانه المتدفق شجنًا لازالت مؤشراته تضج بالحياة ....وكأنه يستعيد ويسترجع شريط إحدى أغنياته الحنينة ....!!
كنت بتمناك في قربي
ريدة تتجاوب معاي
تملا دنيا الحب أماني
وتبقى للعاشقين حكاية
واستبد به المرض فواصله الأحباب علهم يخففوا
شيئًا من وطأة الآلام ...وعثمان يتداعى في صبر وسمو وكأنه قد إدخر آهات ( المعتق ) ( عتيق )
ليتغنى بها لنفسه ولو بعد حين ....عندما شدا ...
جسمي المنحول
براهو جفاك ....
يا مليح الزي
حبيبي هووي
كيف حبي يحول
تركني هواك بين ميت و حي
حبيبي هووي
كيف ليك وصول
ولأن ( عثمان مصطفي ) كان من كل بستان زهره فقد أدرك بذائقته الحية وعلمه الباهر أن الحقيبة السودانية عبقرية الهوى وباذخة التكوين فصدح بأحدي روائعها ( يا من فاح )
ل ( المعلم ) أبو صلاح و ( العابر ) كرومة
( كلاسيكو الأرض ) ....!!
وكأنها قد فصلت له ولبسناها جميعنا من دنه ....فجاءت على مقاسنا طربًا وعلو ...!!
وهو يصدح بها شجنًا وعذوبة ...!!
ويناجي في سطوع ...!!
ويحلق ...
يامن فاح طيب رياهو
علي ميت الهوي احياهو
....... فؤادي الشوق أعياهو....
يامن بدي نور محياهو
يفوق بدر السما في ضياهو
اذا لاح برق ثناياهو
السحاب يبكي يذوب في مياهو
..... وقلوبنا تذوب وياهووووو........
ويا من فاح ...🌹
ليذوب ( عثمان مصطفى ) في عوالمه الباهيه ويمضي في سكون معزياً نفسه ....
وراح الميعاد وزماني راح
والجرح لانام لا استراح
لكنى متكتم عليه
من كم جرح .........
أحيت جراح
ولا عزاء للأحباب سوى عطره الذي لن يزول ...!!
كان رقيقًا أنيقًا .. ووديع ...
لم نسمع له ( ضجيج ) ولم نلحظ له
( نشاذ ) ....!!
عاش في جمال ورحل في هدوء ...!!
والله مشتاقين ....!!💔

التعليقات

احصاءات المدونة