رحيل ووطن
رغم الخلافات السياسية والتجاذبات الحزبية والتقاطعات الفكرية
خرج السودانيون بكل توجهاتهم واتجاهاتهم ينعون لأنفسهم والعالم زعيمًا سياسيًا نادرًا وقائد وطنياً صميمًا ومفكرا ًحصيف ....!!
تناسوا كل خلاف واتشحت الأسافير بالسواد تنعى الرجل
وليس ذلك بالمستغرب فهذه هي شيمنا الموصوفة وقيمنا المتجذرة وثوابتنا الموروثة والتي ما أن يشوبها الغبار والصدا و نوائب الدهر حتى يأتي عليها سيل المكارم فيغسلها ويعيدها ناصعة بيضاء ....!!!
وقد تصدر رحيله اليوم نشرات الأخبار ووكالات الأنباء حول العالم ...
كان الصادق المهدي من جيل السياسيين الكبار والرموز ....!! يمنح أزقة السياسة الكالحة حراك ويلعب في دروبها الوعرة بموهبة وتاريخ .....!! فكان من الطبيعي أن تحدث الجفوة والشقاق وتباين وجهات النظر والمعايير ...وكلها مسائل دنيا ...!!
لكن الرجل اليوم بين يدي مليك مقتدر نسأل له الرحمة
والغفران ...!!
فلنجعل من رحيله منعطفاً للتلاقي فقط في الوطن
والسمو به كما نريد ....ويريد ...!!
البقعة اليوم مكلومة والسودان يودع قائداً كبير
وحزب الأمة وكيان الأنصار يفتقدون زعيمًا و إمام ....
مضى الصادق ...والخيل عركسن ...!!